تجربة المستخدم (User Experience أو UX) هي مجال يهتم بدراسة وتحسين تفاعل الأشخاص مع المنتجات والخدمات والأنظمة. يشمل هذا المفهوم تصميم واجهات المستخدم والتفاعلات المرئية والجوانب العاطفية والوظيفية للتجربة. في هذه المقالة، سنتعرض لتعريف تجربة المستخدم وأهميتها وتاريخها ومستقبلها والتحديات المرتبطة بها.
جدول المحتويات
تعريف تجربة المستخدم
تجربة المستخدم هي مجموعة الإحساسات والانطباعات والمشاعر التي يشعر بها المستخدم أثناء تفاعله مع منتج أو خدمة أو نظام. تهدف تجربة المستخدم إلى تحسين رضا المستخدم وزيادة ولائه للمنتج أو الخدمة. تشمل تجربة المستخدم جميع جوانب تفاعل المستخدم مع الشركة، بدءً من تصميم المنتج والعلامة التجارية والتسويق والدعم الفني.
يعرف نظام آيزو ISO 9241-210 تجربة المستخدم بأنها ” تصورات شخص ما وردوده الناتجة عن الإستخدام أو الإستخدام المتوقع لمنتج أو نظام أو خدمة.”
أهمية تجربة المستخدم
مما لا شك فيه أن لتجربة المستخدم أهمية كبيرة في العمل والتنافس في سوق متطور بشكل متزايد، فهي عامل حاسم لنجاح أي منتج أو خدمة، ويجب أن تتم أخذها بعين الاعتبار في جميع مراحل تطوير المنتج أو الخدمة، إليك بعض الأسباب التي تجعل تجربة المستخدم أمرًا بالغ الأهمية :
1. زيادة رضا المستخدم : تعزز تجربة مستخدم جيدة رضا المستخدم وتبني علاقة طويلة الأمد مع العملاء.
2. تحسين الإنتاجية : يمكن أن تساعد تجربة مستخدم جيدة في تحسين الإنتاجية وتقليل الوقت المستغرق في إتمام المهام.
3. زيادة الوفاء بالعلامة التجارية : تجربة مستخدم جيدة تعزز جودة العلامة التجارية وتعزز الثقة بين المستخدمين والشركة.
4. تقليل التكاليف : يمكن أن تساعد تجربة مستخدم جيدة في تقليل التكاليف المتعلقة بالدعم الفني والتدريب والتطوير.
تاريخ تجربة المستخدم
تجربة المستخدم (UX) هي مجال حديث نسبياً بالنسبة لتاريخ التصميم والتطوير، ولكنه يعود إلى بدايات التصميم الصناعي والتصميم الجرافيكي في القرن العشرين. ومن المهم الإشارة إلى أن تحربة المستخدم تتطور باستمرار مع التقدم التكنولوجي وازدياد اعتمادنا على الأجهزة الذكية وتطبيقات الويب والأجهزة اللوحية والهواتف الذكية والحواسيب.
في السنوات الأخيرة، شهدت تجربة المستخدم تطورات كبيرة في المنهجيات والأدوات والتقنيات المستخدمة لتحليل تجربة المستخدم وتصميمها، وأصبحت جزءًا لا يتجزأ من تطوير المنتجات والخدمات. ويمكن القول إنها أصبحت مجالاً مهماً في تصميم الأنظمة والتطبيقات والمنتجات المختلفة. وقد ساهمت التكنولوجيا والابتكار في تحسين تجربة المستخدم وتوسيع نطاقها ليشمل الهواتف المحمولة والأجهزة اللوحية والتطبيقات المختلفة.
وقد بدأت تحربة المستخدم في العشرينات من القرن الماضي مع التصميم الصناعي، ولكنها لم تحظى بالاهتمام الكافي حتى السبعينات والثمانينات من القرن الماضي عندما بدأت الشركات في الاهتمام بتجربة المستخدم وتصميم المنتجات والخدمات بناءً على احتياجات وتفضيلات المستخدمين.
وفي الستينات والسبعينات، بدأت شركات الحواسيب تدرك أهمية التفاعل بين الإنسان والحاسوب، وبدأ تطوير مفاهيم التصميم المركز على المستخدم، مثل تصميم الواجهات البسيطة والواضحة وصناعة الأشياء بشكل يتناسب مع استخدامها العملي. في الثمانينيات، ظهر مفهوم “Usability” أو “قابلية الاستخدام” والذي يشير إلى مدى سهولة استخدام المنتجات والخدمات والأنظمة للمستخدمين. كما ظهرت فلسفة تصميم الاستعمال (Usability Engineering) التي تركز على تطوير منتجات وخدمات يمكن استخدامها بسهولة وسلاسة من قبل المستخدمين. في التسعينيات، بدأ مصطلح تجربة المستخدم ينتشر، وأصبح مركزًا للتصميم والتطوير في كبرى الشركات.
ومنذ ذلك الحين، تطورت تحربة المستخدم بشكل كبير، وأصبحت تتضمن العديد من المنهجيات والتقنيات والأدوات المختلفة لتحليل تجربة المستخدم وتصميمها، مثل دراسات المستخدم واختبارات التجربة وتحليل الاستخدام والتصميم المركز على المستخدم وغيرها.
مستقبل تجربة المستخدم
مستقبل تجربة المستخدم (UX) يعتمد على تكامل التكنولوجيا والابتكار في تطوير المنتجات والخدمات وبالتالي سيشهد مزيدًا من التطور والتحسينات، حيث ستستمر التكنولوجيا في التطور وتتغير احتياجات المستخدمين وتوقعاتهم من المنتجات والخدمات المقدمة لهم. ويتوقع أن تشهد تجربة المستخدم تطورات كبيرة في المستقبل، بما في ذلك:
1. الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي: سيكون الذكاء الاصطناعي (AI) والتعلم الآلي جزءًا أساسيًا من تجربة المستخدم في المستقبل، حيث سيوفران تحليلات أكثر تفصيلاً لتفضيلات المستخدم وسلوكياته مما يساعد في تقديم توصيات شخصية وتحسين التفاعل بين المستخدم والتطبيقات والمنتجات وبالتالي تحسين تجربة المستخدم.
2. الواقع المعزز والواقع الافتراضي: ستوفر تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي تجارب مستخدم جديدة ومبتكرة تتيح للمستخدمين التفاعل مع المنتجات والخدمات بطرق غير مسبوقة، أكثر واقعية وتفاعلية ونابضة بالحياة.
3. التصميم الصوتي: سيصبح التصميم الصوتي (Voice Design) أكثر أهمية في تجربة المستخدم، حيث سيتم تطوير التطبيقات والمنتجات القائمة على الصوت وتحسين تجربة المستخدم من خلالها.
4. التصميم المركز على المستخدم: سيظل التصميم المركز على المستخدم هو المبدأ الأساسي لتجربة المستخدم في المستقبل، حيث سيتم التركيز على تلبية احتياجات المستخدمين وتحسين تجربتهم بشكل مستمر.
5. البيانات والخصوصية: سيتم التركيز بشكل أكبر على حماية خصوصية المستخدمين وتحسين مستوى الأمان في تجربة المستخدم، كما سيتم تحسين استخدام البيانات في تحليل تجربة المستخدم وتحسينها.
6. التصميم المستدام: ستشهد تجربة المستخدم اهتمامًا أكبر بالتصميم المستدام والمنتجات الصديقة للبيئة، حيث سيتم تحسين تجربة المستخدم بشكل يحافظ على الموارد ويحسن البيئة.
7. إدماج الأجهزة الذكية: سيؤدي تطور الأجهزة الذكية وتكاملها مع المنتجات والخدمات إلى تحسين تجربة المستخدم وتوفير تفاعلات أكثر طبيعية وسهولة.
بشكل عام، ستستمر تجربة المستخدم في التطور والتحسينات في المستقبل، وسيتم التركيز بشكل أكبر على تلبية احتياجات المستخدمين وتحسين تجربتهم بشكل مستمر.
التحديات المستقبلية لتجربة المستخدم
تجربة المستخدم هي علم يهتم بتصميم وتطوير تجارب مستخدم فعالة وسلسة ومريحة للمستخدمين عند استخدام منتجات وخدمات مختلفة. ومع تزايد استخدام التكنولوجيا وتطورها، فإن هناك عددًا من التحديات التي ستواجه تجربة المستخدم في المستقبل، ومن بين هذه التحديات:
تصميم تجارب مستخدم تفاعلية ومتعددة الجوانب: مع تطور التكنولوجيا، سيزيد الطلب على تجارب مستخدم تفاعلية ومتعددة الجوانب، مثل الواقع الافتراضي والواقع المعزز والواقع المختلط، مما يتطلب تصميم وتطوير تجارب مستخدم جديدة ومبتكرة.
الاهتمام بالخصوصية والأمان: مع زيادة حجم البيانات المتدفقة والتي يتم جمعها عند استخدام المنتجات والخدمات، ستزداد مخاطر انتهاك الخصوصية والأمان. لذلك، سيتطلب تصميم تجارب مستخدم آمنة ومحمية من التهديدات الأمنية والخصوصية. ويجب على مصممي تجربة المستخدم التوازن بين جمع البيانات وحماية خصوصية المستخدم
التصميم الشامل: سيتطلب تصميم تجارب مستخدم شاملة الاهتمام بالتنوع والشمولية، وضمان توفير تجارب مستخدم تتناسب مع احتياجات جميع المستخدمين، بما في ذلك الذين لديهم إعاقات أو صعوبات في الوصول إلى التقنية.
الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة: ستتطلب تجربة المستخدم في المستقبل اعتماد التكنولوجيا المتقدمة مثل الذكاء الاصطناعي وتعلم الآلة، واستخدامها لتحسين تجارب المستخدم وتعزيز الفاعلية والكفاءة.
التواصل والتفاعل الاجتماعي: مع تزايد استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتطبيقات المراسلة، سيتطلب تصميم تجارب مستخدم تأخذ في الاعتبار التواصل والتفاعل الاجتماعي، وتوفر تجارب مستخدم تشجع على التواصل والتعاون والتفاعل بين المستخدمين.
الاستجابة السريعة: يتطلب رضا المستخدمين تجارب مستخدم سريعة وفعالة، وقدرة المنتجات والخدمات على التكيف مع احتياجات المستخدمين بسرعة وفعالية.
الاستدامة: يتزايد الاهتمام بالاستدامة في جميع المجالات، بما في ذلك تجربة المستخدم، ويتطلب التصميم والتطوير المستدام لتجارب مستخدم صديقة للبيئة وتلبي احتياجات المستخدمين بشكل فعال ودون تدمير البيئة.
هذه بعض التحديات التي يمكن أن تواجه تجربة المستخدم في المستقبل، وهي تتطلب الابتكار والتطوير المستمر لتصميم وتطوير تجارب مستخدم ممتازة وفعالة.