بعد التقدم الكبيرفي مجالات التقنية الحديثة لم يعد الذكاء الاصطناعي (AI) كونه مجرد خيال علمي اذ اصبح جزءً من حياتنا اليومية كما انه يعد من أحد الركائز الاساسية التي تقوم عليها صناعة التكنولوجيا في العصر الحديث. فما هو الذكاء الاصطناعي او كما يطلق عليه باللغة الانجليزية (Artificial Intelligence), ولماذا نحتاج اليه ؟
جدول المحتويات
ما هو الذكاء الاصطناعي
الذكاء الاصطناعي او كما يطلق عليه باللغة الانجليزية (Artificial Intelligence) ويرمز له بالاختصار (AI) هو أحد فروع علوم الحاسب الآلي وبقصد به السلوك والخصائص التي تتسم بها برامج الحاسب الآلي المستخدمة في صنع آلات ذكية تحاكي القدرات الذهنية البشرية وانماط عملها مثل القدرة على التعلم والاستنتاج ورد الفعل. أو بمعنى اخر هي قدرة النظام أو الآلة على تفسير البيانات الخارجية بشكل صحيح والتعلم من هذه البيانات ومن ثم استخدام تلك المعرفة لتحقيق أهداف ومهام محددة.
يجمع الذكاء الاصطناعي بين علوم الحاسوب والبيانات الضخمة لتمكين حل المشاكل والتحديات. كما يشمل بناء الآلات والبرامج القادرة على القيام بالمهام التي تتطلب بشكل عام التفكير البشري والذي يشمل القدرة على التعلم والتعرف على الأنماط واتخاذ القرارات الذكية. ويمتد تطبيق الذكاء الاصطناعي عبر العديد من المجالات، بما في ذلك التجارة والعلوم والطب والصناعة والأمن، ويتم توظيفه للإسهام في تطوير الحياة البشرية بشكل عام.
الذكاء الاصطناعي هو محاكاة عمليات الذكاء البشري بواسطة الآلات. بمعنى آخر ، إنها التكنولوجيا التي تمكّن الآلات من أداء المهام التي تتطلب عادةً إكمال ذكاء على مستوى الإنسان. يمكن أن يشمل ذلك مهام مثل التعلم والاستدلال وحل المشكلات والإدراك ومعالجة اللغة الطبيعية. الذكاء الاصطناعي هو مجال سريع النمو وله القدرة على التأثير بشكل كبير على العديد من الصناعات ، بما في ذلك الرعاية الصحية والتمويل والنقل وغير ذلك. هناك العديد من الأساليب المختلفة لبناء أنظمة الذكاء الاصطناعي ، بما في ذلك الأساليب القائمة على القواعد والتعلم الآلي والتعلم العميق.
تعريف الذكاء الاصطناعي
يعرف”جون مكارثي” الأب الروحي للذكاء الاصطناعي، بأنه “وسيلة لصنع جهاز كمبيوتر، أو روبوت يتم التحكم فيه عن طريق الكمبيوتر، أو برنامج يفكر بذكاء بالطريقة نفسها التي يفكر بها البشر الأذكياء؛ ويتم تحقيق الذكاء الاصطناعي من خلال دراسة كيف يفكر الدماغ البشري ، وكيف يتعلم البشر ويقررون ويعملون أثناء محاولة حل مشكلة ما، ثم استخدام نتائج هذه الدراسة كأساس لتطوير برامج وأنظمة ذكية”
تاريخ الذكاء الاصطناعي
تعود أصول الذكاء الاصطناعي (AI) إلى الخمسينيات من القرن الماضي، حيث بدأت الأبحاث في هذا المجال وبدأ العلماء في تطوير الأنظمة الذكية التي تستطيع تحليل البيانات واتخاذ القرارات بشكل مستقل. ولكن بشكلٍ عام، يمكن القول أن فكرة الذكاء الاصطناعي قد ظهرت في أعمال وأفكار عدد من علماء الحاسوب والرياضيين قبل هذه الفترة. ومنذ ذلك الحين، تطورت التقنيات بشكل كبير، وأصبح الذكاء الاصطناعي جزءًا لا يتجزأ من حياتنا اليومية، حيث يستخدم لتحسين العديد من المجالات مثل الطب، والتعليم، والتجارة، والصناعة، وغيرها.
في عام 1950، قدم العالم الرياضي والمنطقي البريطاني ألان تورينغ (Alan Turing) ورقة بحثية اقترح فيها ما يعرف الآن باسم “اختبار تورينغ” (Turing Test)، وهو اختبار يهدف إلى تحديد ما إذا كان الحاسوب يمكنه التصرف كمخلوق ذكي. ويعود أول استخدام لمصطلح “الذكاء الاصطناعي” وإطلاقه كنوع من التخصص إلى عام 1956، وذلك خلال مؤتمرٍ عُقد في دارتموث في ولاية نيوهامبشاير الأمريكية.
في الستينيات والسبعينيات، تطورت التقنيات الأساسية التي تدعم الذكاء الاصطناعي، مثل الشبكات العصبية (Neural Networks) والتعلم الآلي (Machine Learning) والمنطق البرمجي (Logic Programming). وفي الثمانينيات، شهدت الذكاء الاصطناعي تطورات جديدة مثل الخوارزميات الجينية (Genetic Algorithms) والشبكات العصبية العميقة (Deep Neural Networks).
في العقد الأخير، شهد الذكاء الاصطناعي تطورات سريعة ومفاجئة، حيث باتت التقنيات الحديثة مثل تعلم الآلة العميق ومعالجة اللغة الطبيعية والروبوتات الذكية والتعلم العميق المقترن بتعلم الإنسان (Human-in-the-Loop Deep Learning) أكثر تطوراً. وبالتالي، يمكن القول إن الذكاء الاصطناعي يشهد تطورات مستمرة ومتسارعة.
تطبيقات الذكاء الاصطناعي
تطبيقات الذكاء الاصطناعي واسعة ومتنوعة، وتشمل العديد من المجالات والصناعات. وفيما يلي بعض الأمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي:
التعلم الآلي: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم أنظمة تعلم آلي لتطوير الكفاءة والفعالية في عمليات التدريب والتعليم.
التعرف على الصوت والصورة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحليل الصور والفيديوهات والتعرف على الأشكال والألوان والأصوات والنغمات.
الترجمة الآلية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي لتحسين ترجمة النصوص والمحادثات بين اللغات المختلفة.
تحليل البيانات: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الضخمة والتنبؤ بالاتجاهات والأنماط المستقبلية.
الروبوتات الذكية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الروبوتات الذكية لأغراض مختلفة، مثل الاستكشاف الفضائي والاستخدام الصناعي والمنزلي.
الرعاية الصحية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في الطب لتحسين التشخيص والعلاج وتوفير الرعاية الصحية الشخصية.
الإعلانات الذكية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات المستخدمين وتحديد الإعلانات الأكثر فعالية لهم.
الأمن السيبراني: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل سلوك المستخدمين والكشف عن الأنشطة الغير مشروعة على الإنترنت.
تحسين خدمات العملاء: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين خدمات العملاء من خلال الرد على الأسئلة والتعامل مع المشاكل بطريقة أكثر فعالية.
السفر والسياحة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل قواعد البيانات لتوفير خيارات سفر وسياحة أكثر شمولية وفعالية.
العمليات الصناعية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحسين العمليات الصناعية وتحليل البيانات لتحسين الإنتاجية والجودة.
المركبات الذاتية القيادة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تطوير السيارات الذاتية القيادة وتحسين سلامتها وأدائها.
المالية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل الأسواق المالية والتنبؤ بالاتجاهات وإدارة المحافظ الاستثمارية.
الزراعة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات الزراعية وتحسين إنتاج الغذاء والزراعة المستدامة.
الألعاب: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم ألعاب ذكية واقعية وممتعة.
الروبوتات الطبية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تصميم الروبوتات الطبية لتحسين الرعاية الصحية والجراحة.
البيئة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل البيانات البيئية وتحسين الحفاظ على البيئة والتنبؤ بتغيرات المناخ.
التجارة الإلكترونية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات العملاء وتحسين تجربة التسوق الإلكتروني.
الألعاب الإلكترونية: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات اللاعبين وتحسين تجربة الألعاب الإلكترونية.
الطاقة: يمكن استخدام الذكاء الاصطناعي في تحليل بيانات الطاقة وتحسين الكفاءة في استخدام الطاقة وتطوير الطاقة المتجددة.
ومن اشهر الأمثلة على تطبيقات الذكاء الاصطناعي Siri و Cortana وAmazon Alexa و Google Assistant و ChatGPT وهذه فقط بعض الأمثلة على كيفية استخدام التطبيقات الذكاء الاصطناعي في العديد من المجالات.
أنواع الذكاء الاصطناعي
هناك عدة أنواع من الذكاء الاصطناعي، وفيما يلي بعض الأنواع الشائعة:
الذكاء الاصطناعي الضعيف (Weak AI) أو الذكاء الاصطناعي المحدود (Narrow AI): وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يتخصص في حل مهمة محددة وواحدة فقط، مثل التعرف على الصور أو التحدث بلغة طبيعية.
الذكاء الاصطناعي القوي (Strong AI) أو الذكاء الاصطناعي العام (General AI): وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه حل أي مشكلة يواجهها بشكل مشابه للذكاء البشري.
الذكاء الاصطناعي الخارق (Super AI) أو الذكاء الاصطناعي المتطور (Advanced AI): وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يتفوق على الذكاء البشري في القدرة على حل المشاكل.
الذكاء الاصطناعي الواعي (Conscious AI) أو الذكاء الاصطناعي الذي يتمتع بالوعي: وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يمكنه الشعور والتفكير بشكل مشابه للذكاء البشري.
الذكاء الاصطناعي التعاوني (Collaborative AI): وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يتمتع بالقدرة على التفاعل مع البشر والتعاون معهم في حل المشاكل.
الذكاء الاصطناعي الحاسوبي (Computational AI): وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يستخدم لحل المشاكل الرياضية والحسابية بشكل فعال.
الذكاء الاصطناعي المعتمد على الذاكرة (Memory-based AI): وهو نوع من الذكاء الاصطناعي الذي يتمتع بالقدرة على الاستفادة من البيانات السابقة لتحسين أدائه في المستقبل.
الذكاء الاصطناعي المتفاعل (Reactive Machines): وهو نوع من الذكاء الاصطناعي يتفاعل فقط مع البيئة المحيطة به ولا يمتلك ذاكرة لتخزين المعلومات.
تحديات الذكاء الاصطناعي
يواجه الذكاء الاصطناعي العديد من التحديات، وفيما يلي بعض أهم هذه التحديات:
قيود البيانات: يتطلب الذكاء الاصطناعي قدرًا كبيرًا من البيانات للتدريب والتحسين ، لكن البيانات المتاحة غالبًا ما تكون غير كافية أو ذات جودة رديئة ، مما يؤثر على جودة النتائج.
الشفافية والمساءلة: قد يكون من الصعب فهم كيفية اتخاذ الذكاء الاصطناعي للقرارات والمعايير التي يعتمد عليها ، مما يجعل تحديد المسؤولية عن الأخطاء أو القرارات غير الصحيحة أمرًا صعبًا.
الأخلاق: يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي آثار أخلاقية غير مقصودة ، مثل التحيز أو التمييز أو الاعتماد على بيانات غير دقيقة ، الأمر الذي يتطلب وضع إطارًا وإرشادات أخلاقية لتصميم وتطوير الذكاء الاصطناعي.
الأمان والخصوصية: يمكن للذكاء الاصطناعي تعريض البيانات الشخصية والأمن السيبراني للخطر إذا تم اختراقه ، الأمر الذي يتطلب تدابير أمنية لحماية البيانات والأنظمة.
التفاعل البشري: قد يكون من الصعب التفاعل مع الذكاء الاصطناعي وفهمه من قبل لبشر ، خاصة في حالات الاتصال الحسي المعقد ، مما يتطلب تطوير واجهات وتقنيات تفاعلية متقدمة.
التكلفة والتوافر: قد يكون تطوير وتنفيذ الذكاء الاصطناعي مكلفًا ، خاصة في الصناعات التي تتطلب موارد كبيرة ، وقد لا يكون متاحًا في بعض البلدان أو المجتمعات التي تفتقر إلى البنية التحتية اللازمة لتطويره واستخدامه.
مستقبل الذكاء الاصطناعي
من المتوقع أن يشهد مستقبل الذكاء الاصطناعي تطورات هائلة ومتسارعة. وفيما يلي بعض التوقعات المحتملة لمستقبل الذكاء الاصطناعي:
ستزداد تطبيقات الذكاء الاصطناعي عبر الصناعات والقطاعات، بما في ذلك الرعاية الصحية والتعليم والزراعة والمالية والتجارية والحكومية. سيتم تطوير الروبوتات والمركبات ذاتية القيادة والتكنولوجيا الحيوية بشكل أكبر باستخدام ذكاء اصطناعي أكثر تطوراً ، مما يجعل الحياة اليومية أسهل للناس. ستتحسن تقنيات التعلم العميق والشبكات العصبية والتعلم الآلي، وستصبح أكثر فعالية ودقة في التنبؤ والتحليل والتعرف على الصوت والصورة. سيزداد الاهتمام بالأخلاقيات والمساءلة والشفافية في تطوير واستخدام الذكاء الاصطناعي، مع وضع إطار قواعد وأخلاقيات يحدد المعايير والمسؤوليات. سيتم تحويل الوظائف وأساليب العمل بواسطة الذكاء الاصطناعي وستتطلب مهارات جديدة وتدريبًا مستمرًا. سوف تتطور تقنيات التفاعل بين الإنسان والذكاء الاصطناعي لتصبح أكثر وضوحًا وفعالية في التواصل والتعاون.
هذه بعض التوقعات المحتملة لمستقبل الذكاء الاصطناعي ، ومع تطور التكنولوجيا وتعزيز الابتكار والتطوير ، يمكن أن يكون للذكاء الاصطناعي آثار إيجابية كبيرة على الاقتصاد والمجتمع والعالم ككل.
المصادر
https://cloud.google.com/learn/what-is-artificial-intelligence
https://www.oracle.com/artificial-intelligence/what-is-ai
GARG, U. (2021). Aspects of Artificial Intelligence. “Success is no accident. It is hard work, perseverance, learning, studying, sacrifice and most of all, love of what you are doing or learning to do”., 153.
Dahshan, Yahya Ibrahim (2020) “Criminal Liability for Artificial Intelligence Crimes,” Journal Sharia and Law: Vol. 2020 : No. 82 , Article 2.
Sutton, R. S. (2020). John McCarthy’s definition of intelligence. Journal of Artificial General Intelligence, 11(2), 66-67.